الأربعاء، ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤

العلامة محمود شكري الآلوسي البغدادي السلفي

الثلاثاء ٢٤ محرم ١٤٣٨ هـ - ١٣:٥٧ م - ٢٥ أكتوبر ٢٠١٦
2541
العلامة محمود شكري الآلوسي البغدادي السلفي 


محمود شكري ابن عبد الله بن الآلوسي الكبير. وهو أحد علماء أهل السنة في العراق ومن المتمسكين بمنهج السلف الصالح ومن أحد الشخصيات البارزة في العالم العربي والإسلامي، وكان حبه لطلب العلم بدأ منذ صغره، وأخذ إجازات العلم من الكثير من علماء بغداد.



وهو من أحفاد شهاب الدين أبو الثناء الآلوسي الكبير، حيث عرفت هذه الأسرة الآلوسية بما أنجبته من العلماء والفضلاء والأدباء ويرجع نسبها إلى سبط الرسول محمد - صلى الله عليه و سلم - فهي عائلة علوية وجدها الأعلى الإمام موسى المبرقع بن الإمام محمد الجواد وعشيرته من الأشراف مثبوتة النسب.



وكانت له مجالس في مساجد بغداد للوعظ والأرشاد. خصوصاً جامع الإمام الأعظم الواقع في الأعظمية، حيث أستمر إماماً وخطيباً في جامع أبو حنيفة لمدة أربعين عاماً, وكذلك كان الشيخ محمود وابن عمهِ الشيخ علي الالوسي من رواد مجلس بيت الشيخلي. 


ولقد درس في مدارس بغداد وتخرج على يديه نخبة من العلماء، وممن تأثر بفكره وعلمه العلامة محمد بهجت الأثري، والإستاذ عباس العزاوي، والشيخ رشيد حسن الكردي، والشيخ محمد القزلجي، والشيخ علي بن حسين الكوتي والشيخ الأمام أمجد الزهاوي وغيرهم من خيرة علماء العراق,وكذا تخرج على يده جملة من أدباء وشعراء العالم العربي منهم الشاعر معروف الرصافي, والكاتب واللغوي العراقي الأب أنستاس الكرملي .



نسبه : 


هو جمال الدين أبو المعالي محمود شكري بن عبدالله بهاء الدين بن محمود شهاب الدين أبي الثناء بن عبد الله بن محمود بن درويش بن عاشور بن محمد بن ناصر الدين بن حسين بن علي بن حسين بن كمال الدين بن شمس الدين بن محمد بن شمس الدين بن حارس 


ابن شمس الدين بن شهاب الدين بن أبي القاسم بن أمير بن محمد بن بيدار بن عيسى بن أحمد بن موسى بن أحمد بن محمد بن أحمد الأعرج بن موسى المبرقع بن محمد الجواد بن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين - رضي الله عنه - بن علي - رضي الله عنه - بن أبي طالب زوج فاطمة الزهراء - رضي الله عنها - بنت رسول الله محمد بن عبد الله - صلى الله عليه و سلم - .

يرجع نسبه إلى مدينة آلوس وهي جزيرة في وسط نهر الفرات في محافظة الأنبار، حيث فر إليها جد هذه الأسرة من وجه هولاكو التتري عندما دهم بغداد فنسب إليها. ويرجع نسب عائلته إلى سبط الرسول محمد - صلى الله عليه و سلم - فهي عائلة علوية النسب. وآلوسية في الموطن وبغدادية السكن.



حياته


ولد العلامة محمود شكري الالوسي في بغداد عام 1273هـ/1856م، وعرف عن والده وأعمامه حب الأدب والتفقه مع ميل للتصوف. ولكن محمود شكري أخذ بنزعة عقلانية عالية جعلته أقرب لدعاة السلفية الإصلاحيين في عصره مثل محمد رشيد رضا والأمام محمد عبده، وجمال الدين القاسمي.



وقد وصفه رشيد رضا بأنه " ناصر السنة، قامع البدعة، علامة المنقول ودراكة المعقول، دائرة المعارف الإسلامية، نبراس الأمة العربية". عاش حياته بين التدريس والتأليف، وساهم بأنشاء وتحرير أول جريدة في بغداد اسمها "الزوراء". كذلك ساهم في امداد المقالات والبحوث لمجلات مثل "المقتبس " و"المشرق" و"المنار" و"مجلة المجمع العلمي العربي".



وأصطدمت نزعته السلفية العقلانية ومحاولاته الإصلاحية، ومحاربة الخرافات والبدع، وترويجه لمؤلفات ابن تيمية، أصطدمت بالحزب الصوفي المسيطر على الدولة العثمانية آنذاك. فعاداه أبو الهدى الصيادي وكاد له، وجعل من عبد الوهاب باشا يأمر بنفيه، فنفي بالفعل لكنه، في طريق المنفى، مر بالموصل، فأستبقاه أهلها هناك وتوسطوا من اجل إلغاء النفي، وقد درس في الموصل على يد العلامة الشيخ إبراهيم مصطفى الموصلي.



وعندما أحتل البريطانيون العراق حاولوا ان يحاسنوه تقربا لمكانته ومكانة أسرته عند الناس. فعرضوا عليه منصب الافتاء العام، فرفض وعف مفضلا المبدأ على المنصب. ومن أهم مؤلفاته "ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة" وفيه محاولة للمطابقة بين القرآن والعلوم الفلكية المعاصرة له. وفي الكتاب تأكيد لفكرة ان صحيح المنقول لا يعارض صريح المعقول.



وكان محمود شكري يخط مؤلفاته بخطه، وهو خطاط بارع من أئمة الخط العربي في بغداد، وأخذ إجازة الخط من والدهِ وفي خطه روعة وجمال وكان يخط على قاعدة ياقوت المستعصمي، ومن آثاره كتب ومخطوطات كثيرة لا زالت في المكتبة القادرية، وقد تخرج على يديه الكثيرون من الخطاط.



ومن كتبه المهمة كتاب "غاية الأماني في الرد على النبهاني"، وفيه يتناول المسائل المتنازع عليها بين دعاة التجديد السلفي ومعارضيهم، مع ميل للدفاع عن ابن تيمية كلما سنحت الفرصة. كما كان له فضل كبير في نشر مؤلفات ابن تيمية وابن القيم الجوزية نشرا وطبعا وتحقيقا. ويعد محمود الآلوسي بكل هذا النشاط واحدا من دعائم مدرسة التجديد السلفي. وكانت له صلة أيضا ب جمال الدين الأفغاني، صاحب فكرة التجديد في الإسلام.



من تلاميذه : 


أمجد الزهاوي.

علي بن حسين الكوتي.

محمد القزلجي.

محمد بهجت الأثري.

رشيد حسن الكردي.

عبد اللطيف ثنيان.

محمد نافع المصرف.



من مؤلفاته : 


- ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة.

- فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية للإمام محمد بن عبد الوهاب ،

( طُبع باسم مسائل الجاهلية ) 

- صب العذاب على من سب الأصحاب.

- مختصر التحفة الأثنى عشرية. 

- تأريخ بغداد.

- تأريخ مساجد بغداد وآثارها.

- تاريخ نجد.

- بلوغ الأرب في أحوال العرب. (حصل فيه على جائزة من ملك السويد) وهي نفس الجائزة المعروفة اليوم بجائزة نوبل، كما ذكر ذلك تلميذه محمد بهجت الأثري في كتابهِ (محمود شكري الآلوسي).

- رسالة في الماء.

- الضرائر الشعرية.

- المسك الأذفر في رجال القرن الثاني عشر والثالث عشر.

- غاية الأماني في الرد على النبهاني.

- شرح قصيدة النسب.

- ترجمة السيد أحمد الرفاعي.

- عقوبات العرب في الجاهلية.



وفاته : 


وتوفي في يوم الخميس 4 شوال 1342هـ/ 8 آيار 1924م، ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي في بغداد, وذكر تلميذه الشيخ محمد بهجت الأثري أنه مات بمرض ألم به في رئتيه.



المصدر : ويكيبيديا .